أكدت مصادر رسمية أن الحاجة فاطوماتا دوماني كوناتي، المتهمة الرئيسية في قضية الاحتيال الكبرى المتعلقة بتنظيم الحج لعام 2025 في غينيا، تم اعتقالها صباح اليوم الأربعاء 28 مايو 2025، من قبل أجهزة الأمن الغينية. وتخضع حاليًا للاستجواب في مقر المديرية المركزية للشرطة القضائية (DCPJ) في كوناكري.
وبحسب ما صرح به المتحدث باسم ضحايا الاحتيال، السيد أمرا 2 سيلا، فإن اعتقال الحاجة دوماني جاء بعد أسابيع من المطاردة الأمنية، حيث كانت متوارية عن الأنظار منذ انكشاف الفضيحة التي هزت الرأي العام الغيني. وأوضح سيلا في تصريحه لموقعنا:
« نعم، أؤكد اعتقال الحاجة دوماني هذا الصباح. لا أعلم بالتحديد أين تم توقيفها، لكنها الآن داخل مقر الشرطة القضائية وتخضع للتحقيق ».
وكانت دوماني كوناتي تقود شبكة احتيال منظمة، نجحت في خداع أكثر من 416 مرشحًا لأداء فريضة الحج لهذا العام، مستغلة ثقة المواطنين باسم الدين وعلاقات مزعومة مع شخصيات نافذة. وبلغت قيمة الأموال التي تم الاحتيال عليها أكثر من 20 مليار فرنك غيني، حيث دفع كل مرشح ما بين 50 إلى 75 مليون فرنك.
وقبل توقيفها، كانت السلطات الأمنية قد ألقت القبض على اثنين من معاونيها خلال الأيام الماضية، بالإضافة إلى شخص ثالث تم توقيفه صباح اليوم. كما تم تجميد حساباتها البنكية في إطار التحقيقات الجارية، بالإضافة إلى فتح ملفات ضد بعض الوكالات المتورطة في تسهيل العملية الاحتيالية.
وتأتي هذه التطورات بعد تصاعد الغضب الشعبي ومناشدات الضحايا للرئيس الانتقالي بالتدخل لاسترداد أموالهم وضمان حقوقهم، خصوصًا أن معظمهم باعوا ممتلكاتهم من أجل أداء هذه الفريضة الدينية.
ويبقى الرأي العام الغيني بانتظار ما ستسفر عنه التحقيقات، في وقت تتزايد فيه الدعوات لتشديد الرقابة على عملية تنظيم الحج، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه الفضيحة التي أساءت لصورة المؤسسات الدينية والإدارية في البلاد.
هذه القضية تؤكد ضرورة إصلاح شامل في آليات تنظيم الحج في غينيا، لضمان الشفافية وحماية المواطنين من عمليات النصب باسم الدين.
مشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي
-
