في مباراة مثيرة حبست الأنفاس حتى اللحظات الأخيرة، تُوج المنتخب البرتغالي مساء الأحد 8 يونيو 2025 بلقب دوري الأمم الأوروبية بعد فوزه على نظيره الإسباني بركلات الترجيح (5-3)، عقب تعادل مثير (2-2) في الوقتين الأصلي والإضافي.
شهد نهائي هذه النسخة مواجهة نارية بين الجارين اللدودين، حيث دخلت إسبانيا اللقاء بمعنويات عالية بعد فوزها المثير على فرنسا في نصف النهائي (5-4)، وافتتحت التسجيل في الدقيقة 21 عن طريق مارتن زوبيميندي الذي أسكن الكرة ببراعة في شباك دييغو كوستا.
لكن رد البرتغال جاء سريعًا، إذ تمكن المدافع الأيسر لنادي باريس سان جيرمان، نونو مينديز، من تعديل الكفة في الدقيقة 26 بتسديدة قوية سكنت الزاوية البعيدة.
ومع اقتراب نهاية الشوط الأول، استعاد الإسبان التقدم عبر ميكيل أويارزابال (د45)، الذي أبدع في إنهاء هجمة منظمة بتسديدة زاحفة خدعت الحارس.
في الشوط الثاني، بدا أن البرتغال استعادت زمام المبادرة تدريجيًا، لكنها اصطدمت بدفاع إسباني منظم. واستمر التعادل حتى الدقيقة 78، حين عاد القائد الأسطوري كريستيانو رونالدو ليظهر في الموعد، مسجلًا هدف التعادل برأسية محكمة بعد عرضية رائعة من نونو مينديز، مؤكداً مكانته كرمز لا يُقهر حتى في سن الأربعين.
رونالدو، الذي شعر بآلام عضلية، غادر أرضية الملعب في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي، تاركًا زملاءه يواجهون الأشواط الإضافية التي لم تأتِ بجديد.
في ركلات الترجيح، تألق دييغو كوستا بتصديه لتسديدة ألفارو موراتا، بينما نجح جميع لاعبي البرتغال في تسجيل ركلاتهم، ليحسموا اللقب الثاني لهم في تاريخ البطولة بعد تتويجهم الأول في 2019.
ويُعد هذا التتويج تتويجًا لمسار منتخب برتغالي يعيش مرحلة انتقالية بين الأجيال، لكنه لا يزال يستمد القوة من قائد مخضرم لا يعرف الاستسلام. أما كريستيانو رونالدو، فيضيف بهذا اللقب الجديد سطرًا مشرفًا في سجل إنجازاته الذهبية، التي تشمل أيضًا لقب كأس الأمم الأوروبية 2016.
بهذا الإنجاز، يؤكد المنتخب البرتغالي مكانته بين كبار أوروبا، ويمنح جماهيره فرحة تاريخية ستبقى محفورة في الذاكرة.
مشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي
-
