
اختُتمت يوم الخميس 5 يونيو جولة وطنية للتوعية بالتأمين الصحي الخاص بالطلبة، والتي نظّمها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالتعاون مع جمعية شركات التأمين في غينيا. وجاءت جامعة جمال عبد الناصر في كوناكري كمحطة أخيرة لهذه الحملة، بعد أن جابت جميع مؤسسات التعليم العالي العمومية السبع عشرة في البلاد.
وخلال هذه الفعالية الختامية، أوضح إبراهيم كيتا، الأمين العام لجمعية شركات التأمين، أهمية وجود التأمين للطلبة، مشيرًا إلى أن: "وجود التأمين يعني وجود مخاطر تستوجب الحماية منها". وأضاف بأن هذا التأمين الجديد يهدف إلى تغطية الإصابات الجسدية التي قد يتعرض لها الطالب خلال السنة الجامعية، سواء في الدروس التطبيقية، أو خلال التدريبات الميدانية، أو حتى في حياته اليومية.
وأكد كيتا أن التأمين يمنح الطالب إمكانية الحصول على رعاية صحية سريعة وفعالة، مما يجنبه الوقوع في أيدي ممارسين غير مؤهلين قد يضرون بمستقبله الأكاديمي. كما أن العقد يشمل تغطية قانونية في حال تسبب الطالب، دون قصد، بأضرار للغير.
ومن أبرز بنود العقد أيضًا، توفير تعويضات في حال وفاة الطالب أو أحد أفراد أسرته المقربين، تخفيفًا للأثر النفسي والمادي الذي قد ينجم عن هذه الحوادث.
وفي ردّه على تساؤلات الطلبة حول استبعاد أمراض منتشرة مثل الملاريا والتيفوئيد من التغطية، أوضح كيتا أن الأمر يتعلق بكلفة التأمين الشامل، قائلاً: "حتى في كبرى الشركات، يمكن أن تصل كلفة التأمين الصحي الكامل إلى خمسة ملايين فرنك غيني سنويًا، وهو مبلغ يصعب تحمله من قبل الدولة أو الطلبة أو أوليائهم. لكننا نعتبر هذه البداية خطوة مهمة، وسنعمل على تطوير التغطية مستقبلاً".
من جانبها، عبّرت أمينة دين توري، مديرة الابتكار في وزارة التعليم العالي، عن رضاها عن نجاح الجولة، مشيدة بتفاعل الجامعات والطلبة على مدار أكثر من أسبوع. وأضافت: "أردنا من خلال هذه الجولة أن نشرح بنود التأمين بوضوح، ونستمع لانشغالات الطلبة. المخاطر التي يواجهونها حقيقية، سواء أثناء التنقل، أو في الأنشطة الجامعية، وكان لزامًا علينا تقديم حل منظم ومستدام".
ولتعزيز التأثير، تم تنظيم قافلة إعلامية موازية بالتعاون مع شركات التأمين، حيث زارت مدنًا من أنزريكوري جنوبًا إلى كوناكري، وعقدت لقاءات مع الطلبة، والمسؤولين المحليين، والخدمات الصحية، وقوات الأمن.
وفي ختام حديثها، شددت توري على أن الجهود لن تتوقف: "لقد بلغنا هدفنا الأول، لكن العمل الحقيقي يبدأ الآن. علينا توسيع نطاق التوعية وضمان أن يستفيد كل طالب في غينيا من هذا الإنجاز الاجتماعي الكبير".
بهذا، تمثل مبادرة التأمين الصحي للطلبة سابقة وطنية في غينيا، تعكس التزام الدولة بتأمين بيئة أكاديمية آمنة ومستقرة، وتشكل خطوة مهمة نحو تعزيز الحماية الاجتماعية للطلبة، وتمكينهم من مواصلة مسيرتهم التعليمية بثقة واطمئنان.