
تشهد الساحة الثقافية في غينيا حالة من الحزن العميق بعد الإعلان عن وفاة الفنان الكوميدي الشهير موسى كيتا، المعروف بلقب "موسى كوفوي"، صباح يوم الإثنين 12 مايو 2025، في مركز "تريبانو" الصحي بمنطقة دامكانيا، التابعة لمحافظة كينديا. وقد خلفت هذه الخسارة حزناً عميقاً في قلوب محبيه وأفراد أسرته، وأثارت موجة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الثقافية.
وبحسب المعلومات التي أوردتها مديرية الثقافة والفنون والسياحة بمحافظة كينديا، فقد تعرض الفنان الراحل لوعكة صحية مفاجئة في منزله الواقع بحي "يابارا"، حيث تم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى برفقة زوجته دوماني نابي. وأفاد الطبيب المشرف على حالته، الدكتور كبوغومو، بأن المريض وصل في الساعة 8:30 صباحاً وهو يعاني من سعال منتج، وآلام في أسفل الظهر ممتدة إلى الأطراف السفلية، بالإضافة إلى صداع، وارتفاع في درجة الحرارة، وفقدان الشهية.
وأشار الطبيب إلى أن موسى كوفوي بدأ يتقيأ دماً بعد إجراء أولي، لتتدهور حالته الصحية سريعاً رغم محاولات الفريق الطبي وقف النزيف ومساعدته على التنفس. وأضاف قائلاً: "القيء المتكرر والصعوبة في التنفس أديا إلى وفاته، ورغم شكوكنا في إصابته بمرحلة متقدمة من السل غير المشخّص، إلا أن الوضع الطارئ حال دون إتمام الفحوصات المخبرية. كما كان يعاني من داء السكري والتهاب المفاصل والنقرس، وهي عوامل ساهمت في تدهور حالته".
وفي تصريح مؤثر لزوجته، قالت دوماني نابي وهي تغالب دموعها: "ذهبنا إلى المستشفى ونحن نضحك... طلبوا منه إجراء فحوصات عامة، وقد شجعته على ذلك. دفعنا الرسوم المطلوبة، وأثناء إرسال عينة من البلغم بدأ يتقيأ دماً، ثم سقط على الأرض وفارق الحياة أمام عيني".
من جانبها، عبّرت ابنته فاطوماتا كيتا عن حزنها الشديد، وقالت: "نحن مصدومون، لكن لا نملك إلا أن ندعو له بالرحمة. لم يصل جميع أفراد العائلة بعد، والحزن يملأ المكان".
رحل موسى كوفوي عن عمر ناهز 67 عاماً، مخلفاً وراءه ثلاث زوجات وتسعة أبناء، ومسيرة فنية حافلة بالإنجازات التي رسمت البسمة على وجوه الغينيين لسنوات طويلة. ومن المقرر أن يُوارى جثمانه الثرى اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025، في مقبرة يابارا عند الساعة الثانية ظهراً. كما سيُنظم حفل تأبيني بساحة الشهداء في كينديا، حيث سيلقي عدد من المسؤولين والمقربين كلمات تأبينية تخلّد ذكرى هذا الوجه البارز في الساحة الثقافية الغينية.
وفاة موسى كوفوي تمثل خسارة فنية كبيرة لغينيا، وستبقى أعماله وإرثه الكوميدي خالدة في ذاكرة الأجيال، شاهدة على مسيرته الغنية بالعطاء.