
اختُتمت يوم السبت في كوناكري فعاليات المؤتمر الفني الثالث لجمعية المدققين الداخليين لغرب إفريقيا، والذي احتضنه أحد المجمعات الفندقية بمنطقة كالوم. وتمحور المؤتمر حول موضوع محوري: "التدقيق الداخلي، ركيزة أساسية لحوكمة المؤسسات العامة والخاصة"، وسط مشاركة خبراء من مختلف دول المنطقة.
جاء تنظيم هذا اللقاء في إطار تعزيز ممارسات التدقيق الداخلي ومكافحة الفساد، الذي أصبح ظاهرة مستشرية في كثير من بلدان غرب إفريقيا. وفي كلمته خلال حفل الختام، أكد الحاج مامادي كابا، رئيس المكتب التنفيذي لجمعية المدققين الداخليين الغينية (AGA)، على أهمية هذا الحدث قائلاً: "لقد شكل هذا المؤتمر منصة مميزة للتفكير المشترك وتبادل الخبرات وطرح مقترحات عملية تهدف إلى مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه مؤسساتنا."
وأشار الحاج مامادي إلى أن التدقيق والمراقبة يجب أن يكونا دائمين ومتكاملين مع الإدارة اليومية، مؤكدًا على دور التدقيق الداخلي في تعزيز الأداء المؤسسي وبناء الثقة العامة، لا سيما في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها المنطقة.
من جانبها، دعت رئيسة الاتحاد الفرانكفوني للتدقيق الداخلي، خلال كلمتها بالمناسبة، إلى ضرورة دعم المدققين الداخليين من قبل الحكومة الغينية. وطالبت الوزير عثمان غوال جالو، الذي ترأس حفل الختام، بأن يكون صوت المدققين لدى السلطات لدعم إنشاء هيكلة فعالة للتدقيق في الإدارة العامة.
وأشادت رئيسة الاتحاد بالدور الحيوي للاتحاد الإفريقي للتدقيق الداخلي، مشيرة إلى أهمية العمل الذي يقوم به لتعزيز ممارسات الرقابة في المؤسسات العامة، وأكدت أن وجودها في كوناكري هو تعبير عن دعمها الكامل لهذه الجهود.
في مداخلته ممثلاً لوزير الميزانية، أكد وزير النقل والمتحدث باسم الحكومة عثمان غاول جالو أن التدقيق الداخلي يشكل أداة استراتيجية لمحاربة الفساد وسوء استخدام المال العام. وأضاف أن الحكومة، بتوجيهات من الرئيس الجنرال مامادي دومبويا، ستأخذ التوصيات المنبثقة عن هذا المؤتمر بعين الاعتبار.
وقال الوزير عثمان غاول: "التدقيق الداخلي لا يقتصر فقط على مراقبة الأداء، بل يساهم في تحسين العمليات وتعزيز الشفافية والمساءلة، مما يقوي الثقة بين الدولة والمواطنين وبين القطاعين العام والخاص. وفي بيئة تتسم بتعقيدات متعددة، يصبح التدقيق الداخلي ضرورة دائمة لمرافقة عملية اتخاذ القرار."
واختتم الوزير بتجديد التزام الحكومة الغينية بتبني أفضل الممارسات التي تمت مناقشتها، مشدداً على أهمية إرساء ثقافة التدقيق والرقابة الدائمة في جميع مستويات الإدارة لضمان تحقيق التنمية المستدامة والشفافية.
بذلك، شكل هذا المؤتمر محطة جديدة على طريق بناء حكامة رشيدة في غرب إفريقيا، ترتكز على الشفافية والمساءلة وتعزيز مهنية التدقيق الداخلي كرافعة أساسية لمكافحة الفساد ودعم الاستقرار المؤسسي.