
في تطور مفاجئ، أعلنت الفنانة الغينية القديرة سِيني مالومو، أيقونة الموسيقى الغينية الغابية، عن تخليها عن فكرة الإجلاء الطبي إلى تونس، بعد أن شعرت بتحسن ملحوظ في حالتها الصحية عقب تلقيها للعلاج في أحد المرافق الصحية بالعاصمة كوناكري.
جاء هذا القرار بعد أسابيع من الألم والمعاناة بصمت، إثر إصابة في القدم كادت أن تستدعي تدخلاً طبياً بالخارج. لكن الزيارة التي قام بها وزير الثقافة والسياحة والحرف اليدوية، السيد موسى موييز سيلا، يوم الإثنين إلى سرير الفنانة، حملت معها دعماً معنوياً ورسالة سياسية قوية حول تحسين الرعاية الصحية للمثقفين والفنانين في غينيا.
في حديث مؤثر أمام الكاميرات، وبعيون دامعة يغلب عليها الفخر، عبّرت سِيني مالومو عن امتنانها قائلة: "أشكر الوزير موسى موييز سيلا، ومن خلاله أشكر فخامة رئيس الجمهورية. أنا في تونس هنا!"، في إشارة رمزية إلى جودة الرعاية الطبية التي حصلت عليها محلياً.
هذا التصريح شكّل نقطة تحول. فبعدما كانت الرحلة العلاجية إلى الخارج شبه مؤكدة، اتخذت الفنانة قراراً شجاعاً بالبقاء في البلاد وتلقي العلاج داخل النظام الصحي الغيني، الأمر الذي يُعدّ دليلاً على التقدم الملحوظ في هذا القطاع، وعلى التزام السلطات تجاه شخصيات الثقافة والفن.
ويُذكر أن الفنانة سِيني كانت قد أثارت موجة تعاطف واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أطلقت نداء استغاثة حزين، طالب فيه كثيرون السلطات بتحمل مسؤولياتها تجاه رمز وطني بهذا الحجم.
من جهته، أكد وزارة الثقافة أن سِيني مالومو تُعد من أوائل المستفيدين من "البطاقة الصحية" التي تم إطلاقها مؤخراً لفائدة الفنانين، في إطار بناء شبكة أمان اجتماعي مستدامة للعاملين في المجال الثقافي.
اليوم، لا تزال آلام القدم قائمة، لكن سِيني مالومو تقف شامخة، ممثلةً صوت الفن الغيني بصمود وعزة نفس. صوتها لم يعد يتردد في الفراغ، بل يجد صدى في قلوب الغينيين الذين بادلوها الوفاء بالوفاء.