
شهد مقر حزب التجمع من أجل الشعب الغيني – قوس قزح (RPG-AEC) في غبيسيا يوم الخميس 15 مايو 2025 توترات سياسية وأمنية حادة، عقب محاولة قيادة الحزب قراءة بيان رسمي للرد على الانشقاقات الأخيرة داخله، مما أدى إلى تدخل قوي من قوات الأمن واعتقال الدكتور سيكو كوندي، الأمين الدائم للحزب.
بدأت الأزمة بتصعيد واضح بعد أن أعلنت القيادة الوطنية للحزب عن نيتها إصدار بيان للرد على انتقال عدد من قياديي الحزب السابقين إلى صفوف المجلس الوطني للتجمع والتنمية (CNRD). واعتبرت القيادة أن هذه الانشقاقات "لن تضعف الحزب الذي يتمتع بقاعدة نضالية صلبة بنيت على مدى عقود من الكفاح السياسي".
إلا أن السلطات الأمنية، بحسب شهود عيان ومصادر حزبية، منعت التجمع في مقر الحزب بحجة أن RPG-AEC ما يزال "معلّق النشاط". وقد أمر قائد القوة الأمنية المتواجدة على الأرض الدكتور سيكو كوندي بفض التجمع ومغادرة الموقع، مؤكداً "عدم رغبتهم في حدوث أعمال عنف". وأمام هذا الضغط، خاطب كوندي أنصار الحزب قائلاً: "لقد سمحوا للمنشقين بالتحدث بحرية، أما نحن فيمنعوننا من مجرد إصدار بيان. نعلم جيداً ما يحدث في البلاد، عودوا إلى بيوتكم بهدوء".
في تطور مفاجئ للأحداث، تم توقيف الدكتور سيكو كوندي من قبل عناصر الأمن ونقله إلى مكان مجهول. وقد أكد هذه المعلومات الوزير السابق والقيادي في الحزب، مارك يومبونو، قائلاً: "لقد أنزلوه من سيارته الخاصة وأجبروه على ركوب مركبة أخرى غير مرقمة. هذه عملية اعتقال واضحة". وما تزال قوات الشرطة والدرك متمركزة في محيط المقر، وسط إخلاء كامل للساحة بما في ذلك النساء المنتظرات في باحة المبنى.
من جانبه، ندد محمد الأمين كاميسوكو، عضو المكتب السياسي للحزب، بما وصفه بـ"التمييز في تطبيق القانون"، موضحاً أن "السماح للمنشقين بتنظيم مؤتمرهم تحت اسم الحزب، في حين يُمنع القادة الشرعيون من إصدار بيان، يُعد انتهاكاً واضحاً للحريات السياسية ومحاولة لطمس صوت الحزب". وأضاف قائلاً: "كلما زاد الضغط على الحزب، زاد تمسكنا بحقنا في التنظيم والتعبير".
هذه الأحداث تأتي في سياق سياسي مضطرب تمر به الساحة الغينية، حيث تتزايد حدة المواجهة بين المعارضة السياسية والمجلس العسكري الحاكم، خاصة في ظل تقييد الحريات الحزبية وعرقلة الأنشطة السياسية لبعض التشكيلات الكبرى، وفي مقدمتها RPG-AEC.
وفي انتظار أي توضيح رسمي من الجهات الأمنية حول مصير الدكتور سيكو كوندي، تثير هذه التطورات تساؤلات جدية حول مستقبل التعددية السياسية في البلاد، وحرية التعبير والتنظيم، في ظل مناخ سياسي يزداد توتراً يوماً بعد آخر.