
يمر اليوم 153 يومًا على اختفاء الصحفي الغيني الشاب حبيب مروان كمارا، ولا يزال الغموض يلف مصيره، في ظل صمت رسمي يثير القلق. حبيب، المعروف بالتزامه المهني ونشاطه في مجال الإعلام، اختفى منذ 3 ديسمبر 2024، بعد عودته من برنامج التبادل المهني IVLP الذي تنظمه وزارة الخارجية الأمريكية.
حبيب لم يكن مجرد صحفي، بل كان صوتًا حرًّا ومدافعًا شرسًا عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. كعضو في تجمع خريجي غينيا 2024 ومدير صحفي معروف، مثّل نموذجًا للشباب الطموح الذي يؤمن بالتغيير عبر الكلمة الحرة والعمل الجاد. رحلته الأخيرة إلى الولايات المتحدة كانت بداية واعدة، لكنها تحوّلت فجأة إلى مأساة وطنية تهدد حرية الصحافة في بلادنا.
كل يوم يمضي دون معرفة مصير حبيب يزيد من ألم عائلته وأصدقائه وزملائه، ويُبقي التساؤلات الحارقة معلقة: أين هو؟ من يتحمل مسؤولية اختفائه؟ ولماذا الصمت الرسمي لا يزال مستمرًا؟ هذه الأسئلة لا تهم عائلته فقط، بل يجب أن تهم كل غيني يؤمن بالعدالة والدولة القانونية.
إن اختفاء صحفي في وضح النهار هو جرس إنذار خطير، واعتداء صارخ على حرية التعبير التي تشكل حجر الأساس لأي ديمقراطية حقيقية. لذلك، من واجبنا كصحفيين، وكنشطاء، وكمواطنين، أن نرفع الصوت عاليًا. علينا أن نناشد السلطات الغينية، والبعثات الدبلوماسية، والمنظمات الوطنية والدولية المختصة بحقوق الإنسان والصحافة، لبذل كل ما في وسعها من أجل كشف الحقيقة وإطلاق سراحه.
في هذه اللحظات العصيبة، نتوجه بنداء إنساني خالص إلى كل من يمكنه أن يساعد: أطلقوا سراح مروان. وإذا وُجد من يشعر بالأذى من كلماته أو أعماله، فلنطلب له ولهم الصفح والمغفرة، مسترشدين بتعاليم الإسلام والمسيحية واليهودية التي تدعو كلها إلى الرحمة والمصالحة.
الحرية لحبيب مروان كمارا، والعدالة لقضية غابت عنها الشفافية. ليكن يومنا القادم نورًا في نهاية هذا النفق المظلم.
هل تعتقد أن المجتمع المدني في غينيا يقوم بدوره الكامل في هذه القضية؟