
في خطوة وُصفت بالتاريخية لصالح حرية وتنظيم المهنة الصحفية في غينيا، صادق ممثلو الجمعيات المهنية للصحافة، إلى جانب نقابة الصحفيين الغينيين، على وثيقتين أساسيتين: اتفاقية جماعية للصحافة وهيئة للتنظيم الذاتي للقطاع الإعلامي. وقد جرت هذه المصادقة تحت إشراف الهيئة العليا للاتصال (HAC) بمقر دار الصحافة في كوناكري.
الاجتماع، الذي امتد من الساعة 12 ظهراً حتى 6 مساءً، شهد مشاركة فعالة من رئيس الهيئة العليا للاتصال السيد بوبكر ياسين ديالو وأعضاء من الكلية التابعة لها، وعكس حرصاً مشتركاً بين الفاعلين الإعلاميين على تنظيم المهنة وحماية حقوق الصحفيين.
ووفقًا للمصادر الحاضرة، فإن النص المتعلق بالاتفاقية الجماعية للصحفيين تم التوافق عليه بسرعة نسبياً، بفضل العمل التحضيري الذي أنجزته اللجنة المكلفة خلال منتدى مستقبل الصحافة في غينيا، المنعقد من 19 إلى 21 مايو 2025. أما الوثيقة الثانية، والمتعلقة بإنشاء هيئة التنظيم الذاتي، فقد كانت محور نقاشات معمقة نظراً لحساسيتها وأهميتها في ضمان استقلالية القطاع الإعلامي وتعزيز مبدأ "القضاء من قبل الأقران".
وقد تم في نهاية المطاف اعتماد الوثيقتين بعد إدخال تعديلات على المستويين الشكلي والمضموني، في أجواء سادها التفاهم وروح المسؤولية بين مختلف الأطراف.
من جهة أخرى، أكدت الأطراف المعنية أنها أبلغت وزارة العمل والوظيفة العمومية برغبتها في توقيع الاتفاقية الجماعية، والتي ستكون الأولى من نوعها في تاريخ غينيا، ما يمثل مكسباً كبيراً للعاملين في المجال الإعلامي من حيث الحقوق والضمانات المهنية.
وتجدر الإشارة إلى أن كلًا من الاتفاقية الجماعية وهيئة التنظيم الذاتي يمثلان توصيتين محوريتين خرج بهما منتدى مستقبل الصحافة، الذي نظمته الهيئة العليا للاتصال في مايو الماضي، بهدف إعادة هيكلة القطاع الإعلامي في البلاد وتعزيز استقلاليته وجودته المهنية.
بهذه الخطوة، تكون غينيا قد وضعت لبنة أساسية نحو صحافة مسؤولة، حرة، ومهنية، وفقًا للمعايير الدولية، مما ينعكس إيجابًا على المشهد الإعلامي الوطني وعلى الديمقراطية في البلاد.