الشيخ الحاج محمد صالح كمارا يدعو إلى السلام والعمل في خطبة عيد الأضحى بمسجد الفيصل

كوناكري – احتشد آلاف المسلمين صباح الجمعة 6 يونيو 2025 في باحة المسجد الكبير "فيصل" بكوناكري لأداء صلاة عيد الأضحى، في أجواء روحانية ملؤها الخشوع والسكينة. وقد أمّ الصلاة كعادته الإمام الأول للجامع، فضيلة الشيخ الحاج ممحمد صالح كمارا، بحضور شخصيات رفيعة في الدولة، أبرزهم الوزير الأول أمادو أوري باه وعدد من أعضاء الحكومة والمسؤولين المدنيين والعسكريين.

في خطبته عقب الصلاة، ركّز الشيخ الحاج محمد صالح كمارا على القيم الجوهرية للإسلام في هذا اليوم المبارك، داعياً إلى العمل الجاد، والسلام، والوحدة، والابتعاد عن مظاهر اللهو الزائد. وقال: "الإسلام لا يعترف إلا بعيدين فقط، عيد الفطر وعيد الأضحى. وهما مناسبتان لتجديد الإيمان، وتعميق الصلة بالله، وإبراز روح التضامن والمغفرة والعمل".

وأضاف الإمام: "نحن أمة الإيمان والعمل، ولسنا أمة لهو وغناء. لا وقت لدينا لنضيعه في الرقص والموسيقى، فديننا يحثنا على العمل والبناء". كما شدد على أن "الإسلام دين كامل، حتى وإن لم يكن هناك مسلم كامل"، في إشارة إلى ضرورة الاجتهاد في تطبيق القيم الإسلامية رغم النقص البشري.

وجّه الإمام الأول أيضاً رسائل قوية إلى الشعب الغيني، داعياً إلى نبذ الانقسام القبلي والسياسي، قائلاً: "لا تتفرقوا إلى مجموعات ولا تعادوا من لا يملكون شيئاً ليعطوه. وحدتنا هي مصدر قوتنا وقيمة ديننا تكمن في تلاحمنا".

وقد أثارت خطبته اهتمام الحاضرين الذين تفاعلوا معها بتقدير واحترام، خاصة وأنها جاءت في سياق وطني يحتاج فيه المجتمع الغيني إلى تعزيز التماسك الاجتماعي والتفاهم بين مختلف مكوناته.

بعد الخطبة، أشرف الإمام، كما تقضي التقاليد الإسلامية، على ذبح الأضحية، اقتداءً بسنة النبي إبراهيم عليه السلام. وقد شارك في هذه الشعيرة جمع من المسؤولين والمواطنين، ما أضفى رمزية خاصة على المناسبة.

عيد الأضحى لهذا العام لم يكن مجرد مناسبة احتفالية، بل تحوّل إلى منبر للدعوة إلى التصالح الذاتي والمجتمعي، ورسالة واضحة من أحد أبرز العلماء في البلاد تحث على التمسك بالدين الحق، والسعي لبناء وطن آمن، متماسك، ومتقدم.

بهذا الخطاب الصريح والعميق، أكد الإمام الحاج محمد صالح كمارا مجددًا مكانته كصوت ضمير ديني يدعو إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، ويحث على العودة إلى جوهر الإسلام كدين سلام، علم، وعمل.