غينيا تحتفي باليوم العالمي لمكافحة الملاريا في ماسنتا: تعبئة وطنية للقضاء على المرض

في إطار الاحتفال السنوي باليوم العالمي لمكافحة الملاريا، الذي يصادف 25 أبريل، اختارت السلطات الغينية هذا العام مدينة ماسنتا، الواقعة في منطقة أنزريكوري، كمركز للاحتفالات الرسمية. تم تنظيم هذه الفعالية تحت شعار: "الملاريا، لننتهِ منها: الاستثمار، إعادة التصور، وإحياء جهودنا المشتركة لإنهائها"، وهو ما يعكس التزام البلاد بمكافحة هذا المرض القاتل.

شهدت ماسنتا حضورًا كبيرًا من السلطات الإدارية والشركاء الدوليين، في إشارة واضحة إلى الأهمية التي توليها الدولة لهذا الملف. وفي كلمته بالمناسبة، أكد الدكتور واوو سابوفوغي، مستشار رئيس الوزراء للصحة والنظافة العامة، أن "مكافحة الملاريا ليست معركة ظرفية، بل التزام دائم يتطلب تعبئة جميع القوى الحية في الوطن". وأشار إلى أن غينيا، بقيادة الجنرال مامادي دومبويا، أدرجت محاربة الملاريا ضمن أولوياتها الوطنية، لا سيما من خلال حماية النساء الحوامل والأطفال من هذا المرض الفتاك.

واحدة من أبرز المبادرات التي أطلقت في هذه المناسبة كانت الحملة الخامسة لتوزيع الناموسيات المشبعة، والتي تميزت هذا العام باعتماد الرقمنة لتتبع وتوزيع هذه الوسائل الوقائية الحيوية. وتهدف هذه الخطوة إلى ضمان الشفافية والكفاءة والوصول إلى تغطية شاملة لجميع السكان، خاصة الفئات الأكثر هشاشة.

 

 

من جانبه، عبّر الحاج تيجان سوما، مدير ديوان حاكم منطقة أنزريكوري، عن فخره باختيار منطقته للاحتفال، معتبراً أن هذه المناسبة تجسد مرحلة جديدة من الجهود الوطنية لمكافحة الملاريا، إذ من المتوقع توزيع أكثر من 9 ملايين ناموسية في مختلف أنحاء البلاد. ودعا سكان ماسنتا إلى الاستفادة من هذه الحملة وجعل استخدام الناموسية جزءاً من نمط حياتهم اليومي، مؤكداً أن "مكافحة الملاريا مسؤولية جماعية".

أما ممثل منظمة الكاثوليك ريليف سيرفيس CRS في غينيا، دومينيك بانغلي، فقد أشاد بالدعم الحكومي والدولي، مشيراً إلى أن منظمته أوكلت إليها مهمة تنفيذ جزء كبير من الحملة، بميزانية قدرها 88.5 مليون دولار أمريكي للفترة من 2024 إلى 2026. وتشمل العملية توزيع 6.5 ملايين ناموسية في خمس مناطق رئيسية.

وفي كلمته، أشار الدكتور علي أنطوان كمانو، ممثل منظمة الصحة العالمية في أنريكوري، إلى أن "الملاريا لا تزال تشكل تهديداً حقيقياً رغم التقدم المحرز"، موضحًا أن المرض لا يزال يحصد أرواح ما يقرب من 600 ألف شخص سنويًا، معظمهم من الأطفال في إفريقيا. ودعا إلى مضاعفة الجهود الوطنية والدولية والاستثمار بشكل أكبر، مبينًا أن تقليص الملاريا بنسبة 90% بحلول 2030 يمكن أن يرفع الناتج المحلي للدول الموبوءة بمقدار 143 مليار دولار سنويًا.

واختتمت الفعاليات بإطلاق رسمي لحملة توزيع الناموسيات على سكان ماكنتا، في خطوة تجسد الالتزام الوطني بمستقبل خالٍ من الملاريا.

تصنيف الخبر

محلية ، صحية