غانا تسحب اعترافها بـ"الجمهورية الصحراوية" وتدعم خطة الحكم الذاتي المغربية

أعلنت جمهورية غانا رسميًا إنهاء دعمها الطويل الأمد لجبهة البوليساريو وسحب اعترافها بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، معلنة في المقابل دعمها الكامل لمبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها المملكة المغربية لتسوية نزاع الصحراء الغربية. جاء هذا الإعلان عقب اجتماع رسمي جمع بين وزيري خارجية غانا والمغرب في العاصمة أكرا.

هذا التغيير في الموقف الدبلوماسي الغاني يُعد تحوّلًا كبيرًا، إذ أن غانا كانت من أوائل الدول الإفريقية التي اعترفت بالجمهورية الصحراوية عام 1979، وظلت تدعم جبهة البوليساريو لعدة عقود. إلا أن الموقف الدولي بدأ يشهد تغيرًا تدريجيًا في السنوات الأخيرة، مع تزايد عدد الدول التي تسحب اعترافها أو تجمّده وتتبنى مقاربة جديدة تدعم الحل المغربي للنزاع.

وتعتمد خطة الحكم الذاتي المغربية على نموذج الأقاليم ذات الحكم الذاتي كما هو الحال في إسبانيا، حيث تحظى مناطق مثل كاتالونيا أو إقليم الباسك بقدر من الاستقلال الإداري والثقافي، في ظل السيادة الوطنية للدولة.

ورغم أن جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، لا تزال تسيطر على نحو 30% من أراضي الصحراء الغربية، إلا أن الغالبية الساحقة من الأراضي تقع تحت السيطرة المغربية. وترفض البوليساريو حتى الآن مبادرة الحكم الذاتي المغربية وتتمسك بإجراء استفتاء لتقرير المصير، وهو مطلب لم يحظَ بتوافق دولي فعّال.

وترجع جذور نزاع الصحراء الغربية إلى عام 1975، عقب إنهاء الاستعمار الإسباني للمنطقة. حينها بدأت جبهة البوليساريو تمردًا مسلحًا ضد القوات الاستعمارية الإسبانية، ثم دخلت في حرب استنزاف طويلة ضد المغرب وموريتانيا دامت 16 عامًا.

وبينما كانت الجمهورية الصحراوية تحظى في الماضي باعتراف نحو 80 دولة، تراجع هذا العدد بشكل ملحوظ مع مرور الوقت. وغانا تُعد اليوم أحدث دولة تلتحق بالقائمة المتزايدة من الدول التي تدعم سيادة المغرب على الصحراء، في ما يعتبره مراقبون تعزيزًا للموقف المغربي داخل القارة الإفريقية وعلى الساحة الدولية.

هذا القرار من جانب غانا يُشكل انتصارًا دبلوماسيًا جديدًا للمغرب ويؤشر على تبدّل ميزان القوى في الملف الصحراوي، في وقت تتسارع فيه التحولات الجيوسياسية بالقارة السمراء.

تصنيف الخبر

إقليمية ، سياسية