
أصدرت الصين تحذيرات شديدة اللهجة للدول التي تقوم بإبرام صفقات تجارية مع الولايات المتحدة والتي قد تضر بمصالح بكين. هذا التحذير يأتي في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تصاعداً في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث تهدد هذه التوترات بجر دول أخرى إلى صراع تجاري مع الصين.
تتزامن هذه التصريحات مع تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تخطط للضغط على الحكومات لإجبارها على تقليص التجارة مع الصين مقابل إعفائها من بعض الرسوم الجمركية الأمريكية. ومنذ أن عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، فرضت إدارته ضرائب ضخمة على الواردات الصينية، في حين تأثرت دول أخرى أيضاً بفرض رسوم على منتجاتها.
وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية في تصريح رسمي: "لا يمكن أن يجلب الرضوخ السلام، ولا يمكن أن يكسب المرء الاحترام بالتسوية. الصين تعارض بشدة أي طرف يبرم اتفاقاً على حساب مصالحها. إذا حدث ذلك، لن تقبل الصين بذلك وستتخذ تدابير مضادة حازمة". هذه التصريحات تعكس ما نشرته صحيفة "تشاينا ديلي" في مقال افتتاحي الأسبوع الماضي، الذي حذر الاتحاد الأوروبي من محاولة "إرضاء" الولايات المتحدة.
وتأتي هذه التحذيرات بعد تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تخطط لاستخدام مفاوضات التعريفات للضغط على العديد من الدول لفرض حواجز تجارية جديدة ضد الصين. في هذا السياق، تواصل الولايات المتحدة التفاوض مع شركائها التجاريين حول الرسوم الجمركية، حيث زار وفد ياباني واشنطن الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن تبدأ كوريا الجنوبية المفاوضات هذا الأسبوع.
من جهته، أشار جيزبر كول، من منصة التجارة اليابانية "مونكس جروب"، إلى أن حوالي 20% من أرباح اليابان تأتي من الولايات المتحدة، بينما تأتي 15% من جمهورية الصين الشعبية. وأضاف أن اليابان لا ترغب في أن تجد نفسها مضطرة للاختيار بين الولايات المتحدة والصين.
وفي الوقت نفسه، أكد نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس أنه من المقرر أن يلتقي مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي هذا الأسبوع، حيث تواجه الهند ضرائب جمركية بنسبة 26% إذا لم تتوصل إلى اتفاق تجاري مع إدارة ترامب.
منذ بداية ولاية ترامب، تم الإعلان عن العديد من الضرائب الجمركية، حيث قال الرئيس الأمريكي إن هذه الرسوم ستساعد في تحفيز المستهلكين الأمريكيين على شراء المنتجات المصنوعة في الولايات المتحدة، مما يزيد من الإيرادات الضريبية ويشجع على الاستثمارات الكبيرة في البلاد. لكن النقاد يرون أن إعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة أمر معقد وقد يستغرق عقوداً، وأن الاقتصاد الأمريكي سيعاني في الأثناء.
وفي تطور آخر، أعلن ترامب عن تعليق مؤقت للرسوم الجمركية المفروضة على بعض الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، باستثناء الصين، وذلك بسبب المعارضة المتزايدة من السياسيين والأسواق.
كما أن الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم أحدثت صدمة في الأسواق المالية العالمية، مما يعكس تأثيراتها العميقة على الاقتصاد العالمي، التي قد تستمر في التأثير على العلاقات الاقتصادية بين الدول الكبرى.