آلاف المتظاهرين في واغادوغو يؤكدون دعمهم للرئيس الانتقالي إبراهيم تراوري

شهدت العاصمة البوركينابية واغادوغو، يوم الأربعاء، مظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين تعبيراً عن دعمهم القوي للرئيس الانتقالي الكابتن إبراهيم تراوري، في مشهد يعكس التمسك الشعبي بالسلطة الانتقالية في مواجهة الضغوط الدولية.

حمل المتظاهرون لافتات ورددوا هتافات تدين التصريحات الأخيرة لقائد القيادة الأمريكية في إفريقيا، الجنرال مايكل لانغلي، الذي اتهم في وقت سابق هذا الشهر الرئيس تراوري باستخدام موارد التعدين في البلاد لمصلحة المجلس العسكري بدلاً من الشعب.

وردًّا على هذه التصريحات، قال الموسيقي البوركينابي أوسيبي جوان، خلال مشاركته في المظاهرة: "بوركينا فاسو ليست ضد أحد، لكننا لن نقبل بعد اليوم النهب. الجنرال كاذب. نحن نملك مواردنا، ونستخدمها متى شئنا، ونبيعها لمن نشاء."

أما المتظاهر هارون ساوادوغو، فقد شدد على أن "من يريد القضاء على الكابتن تراوري، عليه أولاً القضاء على الشعب"، مؤكداً أن السيناريو الذي عاشته البلاد في اغتيال القائد توماس سانكارا عام 1987 لن يتكرر. وأضاف: "ما حدث للكابتن سانكارا لن يحدث للكابتن تراوري. نحن مستعدون للدفاع عن رئيسنا حتى النهاية."

وتأتي هذه التعبئة الشعبية الكبيرة بعد أيام فقط من إعلان السلطات العسكرية عن كشفها "مخططاً" يهدف إلى الإطاحة بالحكومة الانتقالية، ما أثار قلقاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية.

حضر التظاهرة عدد من النواب والمسؤولين الحكوميين، من بينهم رئيس الوزراء جان إيمانويل ويدراوغو، الذي ألقى كلمة أمام الحشود قال فيها: "لقد حان الوقت ألا نركع مرة أخرى أمام العالم. يجب أن يتحرر شعب بوركينا فاسو إلى الأبد، وأن يتحرر شعب الساحل بشكل دائم."

ويُعتبر هذا التجمع الأكبر من نوعه دعماً للمجلس العسكري منذ الانقلاب الذي قاده الكابتن تراوري في سبتمبر 2022، ويؤكد تزايد الالتفاف الشعبي حوله في ظل التوتر المتصاعد مع القوى الغربية، لا سيما الولايات المتحدة.

تظهر هذه المظاهرة أن شعب بوركينا فاسو يسعى إلى التمسك بسيادته واستقلال قراره السياسي، رافضاً أي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية.

تصنيف الخبر

إقليمية ، سياسية