
واشنطن – في خطوة مثيرة للجدل من شأنها أن تزيد من توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والقارة الإفريقية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حظر سفر جديد يستهدف مواطني سبع دول إفريقية، وهي: تشاد، وجمهورية الكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وليبيا، والصومال، والسودان. وسيبدأ تطبيق القرار اعتبارًا من 9 يونيو الجاري.
ويبرر ترامب هذا القرار باعتبارات أمنية، مشيراً إلى "مخاطر الإرهاب" و"الزيادة المستمرة في عدد من يتجاوزون مدة تأشيراتهم". وقال في فيديو نُشر على منصته Truth Social إن هذا الإجراء جاء بعد تقييم شامل قاده وزير الخارجية ماركو روبيو، وخلص إلى أن الدول المستهدفة تعاني من "وجود واسع النطاق للجماعات الإرهابية"، و"فشل في التعاون مع الولايات المتحدة في ملفات أمن التأشيرات"، بالإضافة إلى "نقص في القدرة على التحقق من هويات المسافرين وتوثيق السجلات الجنائية".
ويأتي هذا الحظر ضمن سلسلة من السياسات التي تعكس تصعيداً في نهج ترامب تجاه إفريقيا، حيث سبق أن فرض رسوماً جمركية مشددة على صادرات دول إفريقية منها ليسوتو ومدغشقر وموريشيوس في أبريل الماضي. كما أدت تصريحاته المثيرة للجدل حول جنوب إفريقيا إلى توتر إضافي في العلاقات مع القارة.
وقد قوبل القرار بإدانات واسعة من عدة أطراف داخل إفريقيا وخارجها. فقد أصدرت مفوضية الاتحاد الإفريقي بياناً أعربت فيه عن "قلقها العميق إزاء التأثير السلبي المحتمل لهذه الإجراءات على العلاقات بين الشعوب، والتبادل الأكاديمي، والتعاون التجاري، والعلاقات الدبلوماسية التي تم بناؤها بعناية على مدى عقود". ودعت واشنطن إلى اتباع "نهج أكثر تشاوراً وشمولية، يعكس الشراكة التاريخية بين إفريقيا والولايات المتحدة".
من جانبها، أكدت الصومال – إحدى الدول المشمولة بالحظر – استعدادها للتعاون مع واشنطن لمعالجة الهواجس الأمنية، حيث قال السفير الصومالي في الولايات المتحدة، ظاهر حسن عبدي: "الصومال تثمّن علاقتها الطويلة مع الولايات المتحدة ومستعدة للدخول في حوار بناء لمعالجة هذه القضايا".
ويثير هذا القرار مخاوف عميقة في أوساط الطلبة، ورجال الأعمال، وأفراد الجاليات الإفريقية في الولايات المتحدة، الذين يرون أن هذه الإجراءات قد تعرقل حركة التنقل وتحد من فرص التعليم والعمل والتبادل الثقافي.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تفرض فيها إدارة ترامب قيوداً على دول ذات أغلبية مسلمة أو من القارة الإفريقية، حيث سبق أن تعرضت دول مثل نيجيريا والسودان لحظر مماثل خلال ولايته الأولى. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، يرى مراقبون أن ترامب يعيد استخدام خطاب الهجرة والأمن القومي كوسيلة لحشد الدعم الانتخابي، على حساب علاقات الولايات المتحدة بالقارة الإفريقية.