كوناكري تستضيف الدورة الـ42 للكاميس: نحو تجديد التعليم العالي وتعزيز التعاون الإفريقي

انطلقت صباح اليوم الإثنين 19 مايو 2025، في العاصمة الغينية كوناكري، أشغال الدورة العادية الثانية والأربعين لمجلس وزراء "الكاميس" (المجلس الإفريقي والملغاشي للتعليم العالي)، وسط حضور لافت لوزراء التعليم العالي والخبراء الأكاديميين من مختلف أنحاء القارة الإفريقية.

وتُعد هذه الدورة، التي تنعقد تحت رئاسة وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار الغيني، السيد ألفا باكار باري، منصة محورية لتقييم أداء مؤسسات التعليم العالي الإفريقية، وتعزيز التنسيق الأكاديمي بين الدول الأعضاء.

وشهد حفل الافتتاح كلمات قوية شددت على أهمية هذا الحدث. ففي كلمته، رحب الوزير باري بالوفود المشاركة، مشيداً بحجم التحديات والطموحات التي يحملها الكاميس، قائلاً: "وجودكم هنا دليل على التزامكم الراسخ بتعليم عالٍ موحد وذي جودة في إفريقيا". وأكد أن تنظيم مسابقة التأهيل الجامعي الأخيرة في كوناكري دليل على مكانة العاصمة الغينية كمركز علمي ناشئ في المنطقة.

وأشار الوزير إلى جملة من الأولويات الاستراتيجية، أبرزها: تأهيل الأساتذة الباحثين، تحديث البرامج الأكاديمية، تعزيز الشراكات بين الجامعات الإفريقية، وتشجيع التنقل الطلابي والابتكار في أساليب التدريس.

من جانبه، قدم الأمين العام للكاميس، البروفيسور سليمان كوناتي، لمحة تفصيلية عن جدول أعمال الدورة، والتي تشمل مراجعة التقرير المالي والتشغيلي لعام 2024، تقييم نتائج سبع مسابقات تأهيل علمي، تحديث مرجعية الشهادات الجامعية المعتمدة في 217 جامعة إفريقية، واستعراض التقدم في مشروع رقمنة ملفات التقييم، حيث تمت معالجة 75% منها إلكترونيًا.

الجدير بالذكر أن الكاميس، الذي تأسس عام 1968 في نيامي، يضم حالياً 19 دولة عضو من إفريقيا الغربية والوسطى ومنطقة البحيرات الكبرى والمحيط الهندي، ويُعتبر المرجع الأول في تنسيق الشهادات وتقييم الباحثين في إفريقيا الفرنكوفونية، مع أكثر من 17,000 أستاذ باحث نشط وقرابة 3,000 تقييم علمي سنوي.

تحتضن كوناكري هذا الحدث في وقت حاسم، حيث يُتوقع أن تسفر هذه الدورة عن قرارات استراتيجية ستحدد مستقبل التعليم العالي في القارة، وتُرسّخ دور غينيا كلاعب رئيسي في الساحة الأكاديمية الإفريقية.

تصنيف الخبر

محلية ، تعليمية