عودة لانسانا كوياتي إلى غينيا: رسائل طمأنة واستعداد سياسي لمرحلة حاسمة

عاد رئيس حزب الأمل من أجل التنمية الوطنية (PEDN)، السيد لانسانا كوياتي، إلى العاصمة كوناكري بعد غياب دام عدة أسابيع قضاها في الخارج. وكان في استقباله بعد ظهر يوم الخميس 15 مايو 2025 عدد من مناصري حزبه في مطار أحمد سيكو توري الدولي، حيث أبدى سعادته الكبيرة بالعودة إلى أرض الوطن، مؤكدًا أن إقامته بالخارج لم تكن "بلا فائدة".

في تصريحاته أمام الصحفيين، حرص رئيس الوزراء الأسبق على توجيه رسائل سياسية هادئة، في وقت تمر فيه الساحة السياسية الغينية بتقلبات وأزمات داخلية تهز العديد من الأحزاب الكبرى. وقد أكد كوياتي بفخر أن حزبه، PEDN، لا يعاني من نفس الاضطرابات التي تشهدها التشكيلات السياسية الأخرى، قائلاً:
"أنا سعيد أن PEDN لم يتعرض لهزات مماثلة. أعتقد أن السر يكمن في الهدوء والطمأنينة. الأحزاب ليست خالية من الأخطاء، ولكن المطلوب هو الحكمة، لأن إدارة حزب ليست بالأمر السهل."

وأضاف أن الحزب نجح في توحيد مناضليه حول "مُثل ومبادئ معروفة"، دون أن يفصح عنها بالتفصيل، مُعلِنًا أنه سيتطرق لذلك في الجمعية المقبلة للحزب التي ستُعقد في كوناكري، والتي يُرتقب أن تكون منصة لإطلاق رسائل سياسية قوية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة مبدئيًا في ديسمبر المقبل.

وعند سؤاله عما إذا كان يعتبر نفسه منفيًا سياسيًا كما هو حال بعض الشخصيات التي لم تعد إلى البلاد، أجاب بحزم:
"المنفي لا يُفكر في العودة، أما أنا فأغادر حينما أريد وأعود حينما أريد. هذه أرض حرية."

وتأتي عودة كوياتي في لحظة سياسية حساسة تتزايد فيها التكهنات حول إمكانية تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية في وقت واحد، وهي فكرة طرحها رئيس الوزراء الحالي مؤخرًا وأثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية.

من جهة أخرى، يرى مراقبون أن ظهور كوياتي بهذه النبرة المتزنة يحمل رسائل واضحة: تأكيد على استقرار حزبه وسط عواصف السياسة الغينية، واستعداد للمشاركة الفعالة في النقاشات الوطنية المقبلة، وربما إعادة تموقع سياسي تحسبًا للاستحقاقات الانتخابية القادمة.

في انتظار الجمعية العامة المقبلة لـ PEDN، يترقب الغينيون تصريحات كوياتي حول القضايا الوطنية الكبرى، خصوصًا في ظل الحاجة إلى أصوات سياسية ذات مصداقية تستطيع إرساء خطاب جامع وهادئ في المشهد السياسي المضطرب.

تصنيف الخبر

محلية ، سياسية