
أثارت قضية احتيال واسعة النطاق جدلاً كبيراً في غينيا، بعد إعلان توقيف الحاجة فاطوماتا دوماني كوناتي، المعروفة باسم حاجة ناني، من قبل الشرطة القضائية المركزية (DCPJ) في كالوما، بعد اتهامها بالاحتيال على 416 مرشحًا للحج إلى مكة المكرمة.
وبحسب التحقيقات، تمكنت الحاجة ناني من جمع مبالغ مالية طائلة من الحجاج، تجاوزت في المتوسط 65 مليون فرنك غيني لكل شخص، مقابل وعود كاذبة بتنظيم رحلات حج هذا العام. وخلال مداهمة منزلها، صادرت الشرطة 380 جواز سفر كانت بحوزتها، ما يؤكد حجم الفضيحة وخطورتها.
في تصريحاتها أمام الصحافة، أقرت المتهمة بتلقي الأموال لكنها نفت نيتها الاحتيال، زاعمة أنها وقعت ضحية خداع من طرف مجموعة شباب قدموا أنفسهم كمُنظمين محترفين للحج، بينهم شخص يُدعى "عيسى" على صلة بآخر يُدعى "سيكو". وأضافت أن هؤلاء الأشخاص أوهموها بارتباطهم بعائلة رئيس المرحلة الانتقالية، مما عزز ثقتها فيهم وشجعها على الانخراط في المشروع.
وأوضحت الحاجة ناني أنها لم تكن تشك في الأمر، بل شجعتها هذه المجموعة على تسجيل المزيد من الحجاج، بما فيهم 30 من أفراد أسرتها، حيث كانوا يعدون برحلات مجانية وهدايا خاصة.
ومع تزايد قلق الحجاج واقتراب موعد السفر دون أي تطورات إيجابية، حاولت الحاجة ناني التواصل مع شركائها الذين طمأنوها بأن بطاقات الحج جاهزة في الرئاسة. وفي محاولة لتبرير موقفها، صرحت: "لم أكن أعلم أن الأمر احتيال. الأموال التي لدي في البنك هي نصيبي فقط. فليستعملها الرئيس لمساعدة الحجاج".
الشرطة الغينية أكدت أن ثلاثة أشخاص آخرين تم توقيفهم على خلفية نفس الملف، وأحيلت قضيتهم إلى محكمة البداية في مافانكو. أما الحاجة ناني، التي اختفت لأيام قبل توقيفها، فادعت أنها لم تكن مختبئة، بل لجأت إلى السوق "هرباً من غضب الحجاج".
وتواصل الأجهزة الأمنية جهودها لتفكيك هذه الشبكة، فيما يطالب الرأي العام بتحقيق شفاف واسترجاع حقوق الضحايا، خاصة وأن موسم الحج بات قريبًا.